برج الفتاة.. حكايا اسطورية نسجها من وحي جماله
ما لا تعرفه عن برج الرومانسية والأساطير
على مدخل البوسفور, وما بين القسم الآسيوي والأوروبي من المدينة, يجلس برج الفتاة, أحد أشهر معالم إسطنبول التاريخية كالمارد الحارس للقارتين. البرج الذي يُعرف بالحكايا والأساطير الكثيرة التي نُسجت عنه من فرط جماله.
يجذب البرج سنويًا آلاف السيّاح, من داخل وخارج تركيا, إذ يتمتع بموقع ساحر يطل على المدينة القديمة, ومآذن مسجد السلطان أحمد وقبب الآيا صوفيا وقصر الحكم العثماني, توب كبه.
لا يذكر في المصادر التاريخية على التحديد قصة وتاريخ بنائه. ولا يتوفر لدينا كثير من المعلومات عن برج الجمال والرومانسية الواقع في القسم الآسيوي من المدينة, وسط المضيق. حيث يطل على القارتين الأقدم في العالم, ويعانق رغم صغر حجمه السماء كفارس, ويفترش الماء كحورية بحر اسطورية.
حكاية رويت عن البرج
رُوي الكثير من الحكايا والقصص عن برج الفتاة, لكن لم تبلغ جميع تلك الحكايا مبلغ الحقيقة, بل كانت أقرب ما تكون إلى نسج الخيال البشري الذي يميل إلى أسْطَرة كل ما هو جميل وغامض.
أحد أشهر تلك الحكايا تقول أنه “قد تم بناؤه على الجزيرة الصخرية عند مدخل مضيق البوسفور, الرابط بين آسيا وأوروبا, بأمر من ملك عاش في فترة ما قبل الميلاد، إذ أخبرته إحدى العرّافات بأن ابنته الوحيدة سوف تموت إثر لدغة ثعبان، ولن يستطيع الأطباء علاجها. ولكي يحمي ابنته من هذه النبوءة القاتلة ومن أي خطر محتمل, عزلها في الجزيرة الصخرية في عرض البحر, وشيّد لها البرج لتقيم فيه بمفردها وكي لا تتمكن الثعابين من الاقتراب منها.
وعاشت الأميرة هناك إلى أن مرضت ذات يوم بمرض شديد وسقطت طريحة الفراش, واحتار فيها الحكماء، من دون أن يعثروا لها على علاج حتى اقترح أحد الحكماء على الملك بأن العنب سيساعدها على الشفاء, ومع سلة العنب التي حُملت إليها تسلل ثعبان لم يره أحد إلى داخل البرج, وكانت نهاية الفتاة كما تنبأت العرّافة وماتت بلدغته”. وبقي البرج من حينها يروي حكاية الفتاة الأميرة, التي عاشت بمفردها في منفاها هربًا من الموت, فجاء إليها من حيث لم يتوقعوا.